

نبذة عن مسيرة الأستاذ أنور حريري
هو الأستاذ أنور مصطفى حريري من حلب، مواليد 10 مارس 1958 م. أسرة ذات عشرة أطفال، وهو الابن الثامن من بين تسعة شباب وبنت. والده كان رجل طيب جداً يعمل مؤذن في جامع. كان متفوق في دراسته وتبرع له أخوه الكبير بتعليمه الكمان حيث كان هو محب للآلة أيضاً وبدأ الأستاذ أنور دراسته في معهد حلب للموسيقى وله من العمر ست سنوات. تخرج سنة 1972 وبدأ العمل في الحفلات ليدعم نفسه وعائلته مادياً.
في المرحلة الثانوية التقى بالمطرب اللبناني الشهير آنذاك محمد جمال وعرض عليه أن الانضمام معه. عملا سوياً في بيروت في فندق أمام السفارة الأمريكية اسمه فونتانا بأجر بسيط لمدة شهر ونصف. بعدها تعرف على شخص آخر اسمه حسين درويش الذي كان يدير فرقة وقتها وطلب من الأستاذ أنور أن يديرها حيث أمن عقد للعمل في كازينو ببيروت وبالفعل تم افتتاحه وارتفع أجر الأستاذ أنور إلى 2400 دولا شهرياً. ومن حينها بدأت سلسلة النجاح تتوالى. الجميل في الأمر أن الأستاذ أنور لم يتخل عن تعليمه الأساسي فقد أكمل تعليمه الثانوي عبر الدراسة المنزلية. دخل الجامعة ودرس الحقوق وتابع دراسته العليا.
التقى بالفنان عمار الشريعي ودعاه للحضور إلى القاهرة سنة 1976 فذهب. كان الأستاذ أنور جامح من خلال عمله الممتاز فعرض على عمار الشريعي تسجيل معزوفات على حسابه مقابل أن يؤمن له الفرقة بحيث يكون هناك تعاون بين الاثنين. وفي إحدى جلسات العزف صدف أن دخل الملحن الكبير الأستاذ بليغ حمدي واستمع إلى عزف الأستاذ أنور حريري وسأله عن اسمه وقال له من الغد أريد أن ألتقيك غداً في النادي الماسي. ذهب الأستاذ أنور إلى النادي واستقبله الأستاذ بليغ أمام حضور من ضمنهم السيدة وردة وقال سأعرفكم على عازف كمان من سوريا وطلب منه أن يعزف. عزف الأستاذ أنور ثم سأل الأستاذ بليغ ما رأيكم في عزفه فقالوا له واضح أنه عازف متمكن. وقال له مباشرة “غداً سنسجل في الأستديو مع بعض” وكانت هذه بداية اشتراكه مع الفرقة الماسية سنة 1976 م.
لم يطل الأستاذ أنور المكوث في القاهرة لأكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر، خلالها تسنت له فرصة العمل مع العندليب عبد الحليم حافظ في حفلة غير متوقعة في فندق النيل هيلتون وتلك كانت مناسبة مميزة جداً للفنان الأستاذ أنور لأنها ربما كانت آخر حفلة أدى فيها الفنان عبد الحليم وحصوله على فرصة للعزف معه كانت شيء مميز جداً.
عاد بعد ذلك إلى سوريا سنة 1977 وتابع العمل فيها حتى تمكن من جمع مبلغ كافي للسفر إلى الخارج بغرض إتمام الدراسة في فرنسا مع أستاذه الذي علمه في معهد حلب نجمي السكري وهو عازف على مستوى عالمي سبق أن درس وعاش مدة في فرنسا، ولكنه كان منشغلاً بأموره الخاصة فاضطر الأستاذ أنور للبحث عن مدرس فأوصاه أحد أصدقاءه ببراك واستفاد منه الأستاذ أنور استفادة عميقة جداً فقد سأل الأستاذ أنور ماهو هدفك في الحياة؟ فأجابه “أريد أن أصبح عازف موسيقى شرقية عالي المستوى وليس بالشكل الحالي” -رغم أن عزفه في تلك المرحلة كان ممتاز- لكنه كان يطمح لمزيد من التطور والرقي. قال له الأستاذ اعزف لي شيئاً من الموسيقى الشرقية فعزف له ثم قال له أنا لن أستطيع أن أساعدك لتتطور في العزف الشرقي. إذا علمتك فسأغير من أسلوبك تماماً في الفيبراتو في العزف في كل شيء. أليس عندكم مناهج شرقية؟ قال لا، قال إذن أدرس لوحدك. وتلك كانت نصيحة جوهرية بالنسبة للأستاذ أنور لأنها جعلته ينمي ملكة البحث.
اضطر بعدها إلى العودة إلى سوريا ليؤدي ما يعرف باسم “خدمة العلم” ، حيث كان النظام يتطلب من الشباب أن يؤدوا سنتين من الخدمة العسكرية وأنهى ذلك سنة 1981. من ثم بدأ مشروع زواجه من مطربة سورية اسمها سهام إبراهيم وأنجب منها ابنته الأولى اسمها عبير وهو فخور بها جداً. طلبت منه الانتقال معها إلى مصر في سنة 1984 حيث كان لديها أعمال هناك وبالفعل ذهبت هي ثم لحقها الأستاذ أنور وأثناء مكوثه هناك عمل مع الأستاذ هاني مهنا في فرقته وعندما سمع بوجوده الأستاذ أحمد فؤاد حسن والذي كان لازال يذكر الأستاذ أنور بشكل جيد طلب منه أن يعود للعزف معه في الفرقة الماسية وفي فرقة موسيقى الإذاعة التي عملت لأول مرة في مصر وأتموا أعمال جميلة جداً. في تلك الفترة تسنت له فرصة ممارسة التوزيع الموسيقي وكتابة النوتات للمطربين العرب وكانت تلك مرحلة رائعة جداً. عمل فيها مع مدام وردة ، مع الأستاذ محمد عبد الوهاب في لحنين مميزين جداً (أسألك الرحيل) للمطربة نجاة و(من غير ليه). كان الأستاذ أنور نشيطاً في الجو المصري ويعمل مع كل الفنانين الكبار في مصر وكان الوحيد الذي سمح له الأستاذ أحمد فؤاد حسن بأن يعمل بشكل فردي خارج نشاط الفرقة الماسية. توفي الأستاذ محمد عبد الوهاب سنة 1991 ولم تعد الفرقة تمارس عملها
خلال مسيرته يعتبر الأستاذ أنور الفرقة الماسية أحد أهم محطات تاريخ رحلته الفنية حيث علمته الكثير من الدروس مثل التعاون والحفاظ على الوقت وضرورة التحلي بروح العمل الجماعي.قضى الأستاذ أنور في مصر 19 سنة متصلة. ومارس أعمال مع الأستاذ محمد عبده والأستاذ طلال مداح وأستاذ عبادي الجوهر. وفي ذلك الوقت تعلم العزف مع الخليجيين بالأسلوب والإيقاعات الخليجية التي لم تكن مألوفة لدى الأستاذ أنور بعد فقد كانت تتطلب حفظ التيمبو والريثم والدخول في المكان المحدد وكل ذلك تم اكتسابه مع الممارسة والخبرة. بعد سنوات انفصل الأستاذ أنور عن الفنانة سهام إبراهيم وارتبط بامرأة سورية من نفس مدينته حلب وأنجب منها ابنتين ولازال معها إلى الآن. يرى الأستاذ أنور بأن الاستقرار العاطفي والأسري جزء مهم جداً لنجاح الفنان.
